2) ابراكسية القديسة
نشأتها
وحيدة أبوين محبين للعبادةوالرحمة، وكان والدها أندئكيانوس أميرًا يمت
بصلة قرابة للملك هونريوس (395 ـ 423م) إمبراطور الغرب. وإذ تنيح الأب وهو يوصي
ابنته التي رباها على حفظ الوصيةالإنجيلية سألها أن تهتم بخلاص نفسها وألا تحيد عن
طريق الرب، بكاه الكل من أجلتقواه ومحبته. وإذ كان الإمبراطور يحب هذه الأسرة طلب
من الأم والابنة أن يعيشا معهفي القصر، وكانت الإمبراطورة تحبهما جدًا، معتنية
بابراكسيا التي وهبها الله معجمالها الفائق روح الوداعة والتعبد. في مصر سألت الأم
ابنتها ابراكسية التي كانت فيسن التاسعة، أن تسافر معها إلى مصر لتتصرف في بعض
ممتلكات أندئكيانوس التي هناك،فانطلقت الابنة وهي متألمة لمفارقة الإمبراطور وزوجته
إذ كانت قد تعلقت بهما جدًا،ترد لهما حبهما بالحب. في مصر بدأت الأم ومعها ابنتها
تزوران بعض الأماكن المقدسةخاصة أديرة الراهبات لتنال بركة، فشاع خبرهما. دخلت
ابراكسية من دير إلى دير، وكانتتشعر كمن يهيم في السماء أو ينتقل بين جوانب
الفردوس. فالتهب في داخلها الاشتياقللحياة النسكية، تكرس حياتها لعريسها السماوي
الذي قدم دمه مهرًا لها.... خلال هذهالأحاسيس المتزايدة دخلت أحد الأديرة وقررت عدم
الخروج منه.
مع الأخت يوليطة
تعرفتعلى إحدى الراهبات تسمى يوليطة، فنشأت
بينهما صداقة قوية على صعيد الروح، تسندانإحداهما الأخرى في الجهاد الروحي. شعر
الملك هونريوس وزوجته بالقلق تجاه ابراكسيةووالدتها إذ غابتا جدًا في مصر، فبعث
رسلاً يبحثون عنهما، وبعد جهد شاق عرفوامكانهما. عندئذ سألت الأم ابنتها أن تعود
معها إلى الإمبراطور وزوجته، أما هي فأصرتألاّ تخرج من باب الدير، ولا تتراجع عما
عزمت عليه.... وإذ أدركت الأم صدق نيةابنتها أبلغت الرسل أنهما سيقضيان حياتهما
معًا في الدير، ثم قامت بتوزيع كلممتلكاتهما على المساكين. عاشت الأم سنوات قليلة
ثم انتقلت بسلام إلى الفردوس،وبقيت ابنتها تمارس الحياة النسكية بحب شديد وغيرة
متقدة في الرب.
عطايا الله لها
أظهرت ابراكسية غيرة صادقة في عبادتها ونسكها
ومعاملاتها، فصارت تكرس وقتها للصلاةودراسة الكتاب مع التسبيح المستمر، تصوم أيامًا
بأكملها انقطاعيًا، تلبس المسوح عوضثيابها الفاخرة وتفترش الأرض.... وكانت منفتحة
القلب مع صديقتها يوليطة، تشتركانمعًا في كل شيء. دخلت في آلام جسدية، ومع هذا لم
تتراخ في جهادها.... فتحنن الربعليها وشفاها. وإذ رأى الله اتساع قلبها بالحب لله
وهبها عطية الشفاء وإخراجالشياطين، فذاع صيتها وتحول الدير إلى مركز روحي حيّ يجد
الكثيرون فيه راحتهمالروحية والنفسية والجسدية. بقيت سنوات طويلة في الدير، يلجأ
إليها المتألمونوالمرضى بكل نوع يطلبون صلواتها.
نياحتها
رأت رئيسة الدير في
أحد الليالي كأن رجلينبهيين يلبسان ثيابًا بيضاء موشاة بالذهب عليها الصليب كبير
يضيء كالنور، يطلبانمنها ابراكسية، قائلين بأن الملك يود منها أن تأتي إليه، ثم
أخذاها إلى موضع مجيدللغاية. استيقظت الأم لتروي ما رأت لبعض الراهبات، فحزن الكل
جدًا على فراقها، وقدطلبت الأم منهن ألا يخبرن إياها بشيء بل يصلين من أجلها. سمعت
يوليطة فكانت تبكيبدموع لا تتوقف.... وكانت تصلي إلى الرب إلا يطيل غربتها على
الأرض حتى تلحقبصديقتها. مرضت ابراكسية بحمى شديدة، وإذ أدركت أن ساعتها قد اقتربت
تهللت بالروحوكانت تسبح الله وتشجع الراهبات اللواتي جلسن بجوارها يبكين. أما
يوليطة فكانت تجلسعند قدميها تقرأ لها الكتاب المقدس.... وإذ أدركت أن الوقت قد
حان، بدموع قالتيوليطة: "أسألك أيتها الأخت المباركة ابراكسية من أجل المحبة التي
جمعت بينناوالصداقة التي تأصلت فينا، إن كنت قد وجدت نعمة أن تطلبي منه لأجلي وأنتِ
أمام عرشهلكي ينعم عليّ بالانتقال من هذا العالم". تحولت الدموع إلى تسابيح
الرجاء.... وإذبها تنظر إليهن تشكرهن على محبتهن لها وتعبهن من أجلها.... وفي نظرة
مملوءة حبًاتطلعت إلى رئيسة الدير والأخت الراهبة يوليطة، وما عجز لسانها عن الحديث
به عبرت بهبنظرتها الوداعية، ثم رفعت عينيها نحو السماء ورشمت نفسها بعلامة الصليب
لتسلم روحها في يدي الرب في 26 برمهات
نشأتها
وحيدة أبوين محبين للعبادةوالرحمة، وكان والدها أندئكيانوس أميرًا يمت
بصلة قرابة للملك هونريوس (395 ـ 423م) إمبراطور الغرب. وإذ تنيح الأب وهو يوصي
ابنته التي رباها على حفظ الوصيةالإنجيلية سألها أن تهتم بخلاص نفسها وألا تحيد عن
طريق الرب، بكاه الكل من أجلتقواه ومحبته. وإذ كان الإمبراطور يحب هذه الأسرة طلب
من الأم والابنة أن يعيشا معهفي القصر، وكانت الإمبراطورة تحبهما جدًا، معتنية
بابراكسيا التي وهبها الله معجمالها الفائق روح الوداعة والتعبد. في مصر سألت الأم
ابنتها ابراكسية التي كانت فيسن التاسعة، أن تسافر معها إلى مصر لتتصرف في بعض
ممتلكات أندئكيانوس التي هناك،فانطلقت الابنة وهي متألمة لمفارقة الإمبراطور وزوجته
إذ كانت قد تعلقت بهما جدًا،ترد لهما حبهما بالحب. في مصر بدأت الأم ومعها ابنتها
تزوران بعض الأماكن المقدسةخاصة أديرة الراهبات لتنال بركة، فشاع خبرهما. دخلت
ابراكسية من دير إلى دير، وكانتتشعر كمن يهيم في السماء أو ينتقل بين جوانب
الفردوس. فالتهب في داخلها الاشتياقللحياة النسكية، تكرس حياتها لعريسها السماوي
الذي قدم دمه مهرًا لها.... خلال هذهالأحاسيس المتزايدة دخلت أحد الأديرة وقررت عدم
الخروج منه.
مع الأخت يوليطة
تعرفتعلى إحدى الراهبات تسمى يوليطة، فنشأت
بينهما صداقة قوية على صعيد الروح، تسندانإحداهما الأخرى في الجهاد الروحي. شعر
الملك هونريوس وزوجته بالقلق تجاه ابراكسيةووالدتها إذ غابتا جدًا في مصر، فبعث
رسلاً يبحثون عنهما، وبعد جهد شاق عرفوامكانهما. عندئذ سألت الأم ابنتها أن تعود
معها إلى الإمبراطور وزوجته، أما هي فأصرتألاّ تخرج من باب الدير، ولا تتراجع عما
عزمت عليه.... وإذ أدركت الأم صدق نيةابنتها أبلغت الرسل أنهما سيقضيان حياتهما
معًا في الدير، ثم قامت بتوزيع كلممتلكاتهما على المساكين. عاشت الأم سنوات قليلة
ثم انتقلت بسلام إلى الفردوس،وبقيت ابنتها تمارس الحياة النسكية بحب شديد وغيرة
متقدة في الرب.
عطايا الله لها
أظهرت ابراكسية غيرة صادقة في عبادتها ونسكها
ومعاملاتها، فصارت تكرس وقتها للصلاةودراسة الكتاب مع التسبيح المستمر، تصوم أيامًا
بأكملها انقطاعيًا، تلبس المسوح عوضثيابها الفاخرة وتفترش الأرض.... وكانت منفتحة
القلب مع صديقتها يوليطة، تشتركانمعًا في كل شيء. دخلت في آلام جسدية، ومع هذا لم
تتراخ في جهادها.... فتحنن الربعليها وشفاها. وإذ رأى الله اتساع قلبها بالحب لله
وهبها عطية الشفاء وإخراجالشياطين، فذاع صيتها وتحول الدير إلى مركز روحي حيّ يجد
الكثيرون فيه راحتهمالروحية والنفسية والجسدية. بقيت سنوات طويلة في الدير، يلجأ
إليها المتألمونوالمرضى بكل نوع يطلبون صلواتها.
نياحتها
رأت رئيسة الدير في
أحد الليالي كأن رجلينبهيين يلبسان ثيابًا بيضاء موشاة بالذهب عليها الصليب كبير
يضيء كالنور، يطلبانمنها ابراكسية، قائلين بأن الملك يود منها أن تأتي إليه، ثم
أخذاها إلى موضع مجيدللغاية. استيقظت الأم لتروي ما رأت لبعض الراهبات، فحزن الكل
جدًا على فراقها، وقدطلبت الأم منهن ألا يخبرن إياها بشيء بل يصلين من أجلها. سمعت
يوليطة فكانت تبكيبدموع لا تتوقف.... وكانت تصلي إلى الرب إلا يطيل غربتها على
الأرض حتى تلحقبصديقتها. مرضت ابراكسية بحمى شديدة، وإذ أدركت أن ساعتها قد اقتربت
تهللت بالروحوكانت تسبح الله وتشجع الراهبات اللواتي جلسن بجوارها يبكين. أما
يوليطة فكانت تجلسعند قدميها تقرأ لها الكتاب المقدس.... وإذ أدركت أن الوقت قد
حان، بدموع قالتيوليطة: "أسألك أيتها الأخت المباركة ابراكسية من أجل المحبة التي
جمعت بينناوالصداقة التي تأصلت فينا، إن كنت قد وجدت نعمة أن تطلبي منه لأجلي وأنتِ
أمام عرشهلكي ينعم عليّ بالانتقال من هذا العالم". تحولت الدموع إلى تسابيح
الرجاء.... وإذبها تنظر إليهن تشكرهن على محبتهن لها وتعبهن من أجلها.... وفي نظرة
مملوءة حبًاتطلعت إلى رئيسة الدير والأخت الراهبة يوليطة، وما عجز لسانها عن الحديث
به عبرت بهبنظرتها الوداعية، ثم رفعت عينيها نحو السماء ورشمت نفسها بعلامة الصليب
لتسلم روحها في يدي الرب في 26 برمهات
الإثنين 26 أغسطس 2013 - 14:24 من طرف sallymessiha
» القديسة إيلارية
الإثنين 26 أغسطس 2013 - 14:22 من طرف sallymessiha
» البابا كيرلس قد ترك صورته مطبوعة علي سلك الشباك بوضوح كامل
الجمعة 15 مارس 2013 - 18:34 من طرف sayedgin
» على فكرة - فريق بازل - puzzle team
الثلاثاء 14 فبراير 2012 - 19:55 من طرف sallymessiha
» حبيبي يا يسوع البار
الجمعة 30 ديسمبر 2011 - 19:57 من طرف sallymessiha
» ليلة أبوغالمسيس مثلث الرحمات المتنيح الأنبا اثناسيوس
الخميس 10 نوفمبر 2011 - 15:19 من طرف sallymessiha
» اقباط فى دائرة الاضطهاد
الأحد 30 أكتوبر 2011 - 9:08 من طرف sallymessiha
» أنواع من خطايا اللسان مع نصائح بقلم قداسة البابا شنوده الثالث
الجمعة 2 سبتمبر 2011 - 11:09 من طرف Admin
» لقب المسيح الخاص والمفرح للقلب المحبوب ὁ ἠγαπημένος
السبت 22 يناير 2011 - 11:11 من طرف Admin