كلمة الله من أساسيات الحياة الروحية عند الآباء
:
لقد فهم وعاش آباء الكنيسة الكبار حقيقة أن كلمة الله هى من
أساسيات الحياة الروحية بل وعلموا بهذه الحقيقة وتركوها لنا وصية فى
كتاباتهم.
فالإعلان الإلهى دون فى الكتاب، وبه تبدأ معرفتنا لله، وكلمة الله
حية وفعالة، وكلما ازددنا فهما لها وازددنا إصغاء لوصيتها كلما ازداد فعلها وحلولها
فينا. فغاية مطالعتنا لكلمة الله هى حلول الكلمة فينا.
ولقد عبر الآباء عن
خبرتهم الروحية هذه، ودور كلمة الله الحية والفعالة فيها.
نجد أن القديس يوحنا
ذهبى الفم والذى اشتهر بهذا اللقب بسبب كثرة عظاته وتأملاته وشرحه واستخدامه لكلمة
الله، نجده فى أحد عظاته يصف الكتب المقدسة قائلاً: "نعم، إن قراءة الكتب المقدسة
هى روضه، بل هى فردوس أيضاً لا يقدم زهوراً فحسب بل وثماراً تقدر أن تفوق النفوس"،
وفى موضع آخر يقول: "طوبى للرجل الذى فى ناموس الرب مسرته وفى ناموسه يلهج نهاراً
وليلاً لأن من يجلس قرب ينبوع الكتاب المقدس مرتوياً من مياهه على الدوام يتقبل فى
نفسه ندى الروح القدس".
إن انقيادنا لكلمة الله وإعطائها فرصة فى داخلنا لكى
تثمر دليل على إننا نختلف كأولاد الله السامعين والعاملين عن أولاد العالم وهذا ما
يوضحه القديس مقاريوس الكبير فى العظة 46 من عظاته إذ يقول: "إن الإنسان العالمى
الذى تمتلكه الرغبات الجسدية، إذ حدث أنه سمع كلمة الله فإنه يختنق ويصير كمن لا
عقل له، وذلك لأنه اعتاد على خداعات الخطية، فحينما يحدث أن يسمع مثل هذا الإنسان
عن الله فإنه يحس بثقل شديد وينفر من كلام الله كأنه حديث سخيف متعب. وكأنه قد أصيب
بمرض من هذا الكلام الإلهى"... كما يقول الرب إن من تحاصره هموم هذه الحياة وتربطه
الرباطات الأرضية: "يختنق ويصير بلا ثمر لكلمة الله" (مر 19:4).
وهنا أيضاً
تكمن قوة الكلمة كمعين للإنسان فى صراعاته ضد الخطية كما يركز ذهبى الفم "معرفة
الكتب المقدسة تقوى الروح وتنقى الضمير وتنزع الشهوات الطاغية وتعمق الفضيلة
وتتسامى بالعقل وتعطى قدرة لمواجهة المفاجآت غير المستقرة، وتحمى من ضربات الشيطان
وتطلقنا إلى السماء عينها".
غير أن القراءة فقط للكتاب المقدس لا تكفى بل
يجب أن تقودنا هذه القراءة إلى المسيح نفسه كلمة الله المتجسد فتكون لنا شركة معه
لنتمتع بالامتيازات الخاصة والهبات الفريدة التى منحها لنا الله بتجسد إبنه الوحيد
من أجلنا ومن أجل خلاصنا وهى أن نصير شركاء الطبيعة الإلهية، ومن عظة رائعة للقديس
مقاريوس الكبير يلخص هذا فيقول: "كما أن الملك يكتب رسائل لأولئك الذين يريد أن
ينعم عليهم بامتيازات خاصة وهبات فريدة، ويقول لهم: "بادروا بالمجىء إلى سريعاً
لتنالوا منى الهبات الملوكية" فإذا لم يذهبوا ويأخذوها فإن مجرد قراءة الرسائل لا
تفيدهم شيئاً بل على العكس فإنهم يكونوا معرضين لخطر الموت لأنهم رفضوا أن يأتوا
لينالوا الكرامة من يد الملك، هكذا الله الملك الحقيقى، قد أرسل الكتب المقدسة منه
للبشر وهو يعلن عن طريقها للناس أنها ينبغى أن يأتوا إلى الله ويدعونه بإيمان
ويسألوا ويأخذوا الموهبة السماوية من اللاهوت نفسه لأنه مكتوب لتصيروا شركاء
الطبيعة الإلهية ولكن إذا لم يأت الإنسان ويسأل وينال فإنه لا يستفيد شيئاً من
قراءة الكتاب بل بالحرى فإنه يكون فى خطر الموت لأنه لم يرد أن يأخذ عطية الحياة من
الملك السماوى التى بدونها لا يمكن الحصول على الحياة الأبدية غير المائته التى هى
المسيح نفسه". ويؤكد القديس غريغوريوس الكبير هذا المعنى عندما يقول إن الكتاب
المقدس رسالة من الله إلى خليقته فالكتاب المقدس يحمل إلينا الله، إذن فالكتاب
المقدس هو كتاب الخلاص، ذلك الخلاص الذى تنبأت عنه أسفار العهد القديم وتحقيقه
بمجىء الرب فى الجسد وعمله الخلاصى من أجلنا واستعلنه وقدمه لنا فى العهد الجديد هو
"البشارة المفرحة" بالخلاص.
:
لقد فهم وعاش آباء الكنيسة الكبار حقيقة أن كلمة الله هى من
أساسيات الحياة الروحية بل وعلموا بهذه الحقيقة وتركوها لنا وصية فى
كتاباتهم.
فالإعلان الإلهى دون فى الكتاب، وبه تبدأ معرفتنا لله، وكلمة الله
حية وفعالة، وكلما ازددنا فهما لها وازددنا إصغاء لوصيتها كلما ازداد فعلها وحلولها
فينا. فغاية مطالعتنا لكلمة الله هى حلول الكلمة فينا.
ولقد عبر الآباء عن
خبرتهم الروحية هذه، ودور كلمة الله الحية والفعالة فيها.
نجد أن القديس يوحنا
ذهبى الفم والذى اشتهر بهذا اللقب بسبب كثرة عظاته وتأملاته وشرحه واستخدامه لكلمة
الله، نجده فى أحد عظاته يصف الكتب المقدسة قائلاً: "نعم، إن قراءة الكتب المقدسة
هى روضه، بل هى فردوس أيضاً لا يقدم زهوراً فحسب بل وثماراً تقدر أن تفوق النفوس"،
وفى موضع آخر يقول: "طوبى للرجل الذى فى ناموس الرب مسرته وفى ناموسه يلهج نهاراً
وليلاً لأن من يجلس قرب ينبوع الكتاب المقدس مرتوياً من مياهه على الدوام يتقبل فى
نفسه ندى الروح القدس".
إن انقيادنا لكلمة الله وإعطائها فرصة فى داخلنا لكى
تثمر دليل على إننا نختلف كأولاد الله السامعين والعاملين عن أولاد العالم وهذا ما
يوضحه القديس مقاريوس الكبير فى العظة 46 من عظاته إذ يقول: "إن الإنسان العالمى
الذى تمتلكه الرغبات الجسدية، إذ حدث أنه سمع كلمة الله فإنه يختنق ويصير كمن لا
عقل له، وذلك لأنه اعتاد على خداعات الخطية، فحينما يحدث أن يسمع مثل هذا الإنسان
عن الله فإنه يحس بثقل شديد وينفر من كلام الله كأنه حديث سخيف متعب. وكأنه قد أصيب
بمرض من هذا الكلام الإلهى"... كما يقول الرب إن من تحاصره هموم هذه الحياة وتربطه
الرباطات الأرضية: "يختنق ويصير بلا ثمر لكلمة الله" (مر 19:4).
وهنا أيضاً
تكمن قوة الكلمة كمعين للإنسان فى صراعاته ضد الخطية كما يركز ذهبى الفم "معرفة
الكتب المقدسة تقوى الروح وتنقى الضمير وتنزع الشهوات الطاغية وتعمق الفضيلة
وتتسامى بالعقل وتعطى قدرة لمواجهة المفاجآت غير المستقرة، وتحمى من ضربات الشيطان
وتطلقنا إلى السماء عينها".
غير أن القراءة فقط للكتاب المقدس لا تكفى بل
يجب أن تقودنا هذه القراءة إلى المسيح نفسه كلمة الله المتجسد فتكون لنا شركة معه
لنتمتع بالامتيازات الخاصة والهبات الفريدة التى منحها لنا الله بتجسد إبنه الوحيد
من أجلنا ومن أجل خلاصنا وهى أن نصير شركاء الطبيعة الإلهية، ومن عظة رائعة للقديس
مقاريوس الكبير يلخص هذا فيقول: "كما أن الملك يكتب رسائل لأولئك الذين يريد أن
ينعم عليهم بامتيازات خاصة وهبات فريدة، ويقول لهم: "بادروا بالمجىء إلى سريعاً
لتنالوا منى الهبات الملوكية" فإذا لم يذهبوا ويأخذوها فإن مجرد قراءة الرسائل لا
تفيدهم شيئاً بل على العكس فإنهم يكونوا معرضين لخطر الموت لأنهم رفضوا أن يأتوا
لينالوا الكرامة من يد الملك، هكذا الله الملك الحقيقى، قد أرسل الكتب المقدسة منه
للبشر وهو يعلن عن طريقها للناس أنها ينبغى أن يأتوا إلى الله ويدعونه بإيمان
ويسألوا ويأخذوا الموهبة السماوية من اللاهوت نفسه لأنه مكتوب لتصيروا شركاء
الطبيعة الإلهية ولكن إذا لم يأت الإنسان ويسأل وينال فإنه لا يستفيد شيئاً من
قراءة الكتاب بل بالحرى فإنه يكون فى خطر الموت لأنه لم يرد أن يأخذ عطية الحياة من
الملك السماوى التى بدونها لا يمكن الحصول على الحياة الأبدية غير المائته التى هى
المسيح نفسه". ويؤكد القديس غريغوريوس الكبير هذا المعنى عندما يقول إن الكتاب
المقدس رسالة من الله إلى خليقته فالكتاب المقدس يحمل إلينا الله، إذن فالكتاب
المقدس هو كتاب الخلاص، ذلك الخلاص الذى تنبأت عنه أسفار العهد القديم وتحقيقه
بمجىء الرب فى الجسد وعمله الخلاصى من أجلنا واستعلنه وقدمه لنا فى العهد الجديد هو
"البشارة المفرحة" بالخلاص.
الإثنين 26 أغسطس 2013 - 14:24 من طرف sallymessiha
» القديسة إيلارية
الإثنين 26 أغسطس 2013 - 14:22 من طرف sallymessiha
» البابا كيرلس قد ترك صورته مطبوعة علي سلك الشباك بوضوح كامل
الجمعة 15 مارس 2013 - 18:34 من طرف sayedgin
» على فكرة - فريق بازل - puzzle team
الثلاثاء 14 فبراير 2012 - 19:55 من طرف sallymessiha
» حبيبي يا يسوع البار
الجمعة 30 ديسمبر 2011 - 19:57 من طرف sallymessiha
» ليلة أبوغالمسيس مثلث الرحمات المتنيح الأنبا اثناسيوس
الخميس 10 نوفمبر 2011 - 15:19 من طرف sallymessiha
» اقباط فى دائرة الاضطهاد
الأحد 30 أكتوبر 2011 - 9:08 من طرف sallymessiha
» أنواع من خطايا اللسان مع نصائح بقلم قداسة البابا شنوده الثالث
الجمعة 2 سبتمبر 2011 - 11:09 من طرف Admin
» لقب المسيح الخاص والمفرح للقلب المحبوب ὁ ἠγαπημένος
السبت 22 يناير 2011 - 11:11 من طرف Admin